تربية تهدم و لا تبني ــ بقلمي ــ

تربية تهدم ولا تبني


كثير من الأباء تفاجئوا بأن تربية أبنائهم كانت فاشلة و يقولون في أنفسهم نحن ما قصرنا في شيء نحن اعتمدنا على أحدث المناهج في التربية ولا نعرف لماذا لم ننجح في هذا ؟؟؟

و قد تكون هذه المناهج التي يتكلم عليها هذا الأب المسكين مناهج غربية تضليلية... وقد يقولون في أنفسهم نحن أدينا ما علينا أكلناه و شربناه و ربيناه كأنه في أوروبا ...نعم و لذلك أنتجتم شابا مائعا متشبها بالنساء و فتاة مترجلة كاسية عارية متشبهة بالرجال ليس في وجهها ماء من قلة الحياء ...فالتربية التي تقتصر على الأكل و الشرب تربية بهائم و ليست تربية أطفال...فما أحوج أطفالنا إلى قرب الأبوين منهم.

نعم يا إخواني و أخواتي لقد ابتعدنا عن المنهج الصالح حتى في مجال التربية و لذلك ضاعت الأخلاق و المكارم و القيم و استوردنا الضلال والفسق و الزنى و ابتلينا بسبب هذا بالأمراض التي لم تكن في أسلافنا الذين مضو و أحاط بنا الغلاء و البلاء ... وكما قال الشيخ كشك -رحمه الله- لما رخصت لحوم النساء في الحرام ارتفعت أسعار اللحوم عند الجزار.. لما وقفنا طوابير على شبابيك تذاكر الأفلام... وقفنا طوابير على أبواب الجمعيات من أجل كيلو من اللحم يعلم الله وحده من أي الذبائح هو ؟.. لما حقد بعضنا على بعض.. ارتفعت الأسعار.. لما استبدلنا الحلال بالحرام.. وعزف الشباب عن الزواج.. اشتدت أزمة المساكن.. لما اختطلت لحوم الرجال بالنساء في المواصلات ُرفعت من البيوت البركات... لأن الله تعالى هيأ للمرأة عملا واحدا.. إذا عملت سواه خُربت البيوت وأُطفئت مصابيحها.. إن هذا العمل الذي وكل الله به المرأة هو بيتها... فلما خرجت النساء من البيوت كانت في البيوت مصابيح أُطفئت أنوارها وأصبح الأطفال وديعة في أيدي الحاضنات والحاضنة لا ُتراعي الله ولا تعرف رسول الله.

فما أجمل تلك الكلمات وما أحلاها فإنها تصف حالنا وصفا دقيقا على الرغم من أنها قد قيلت منذ عشرات السنين ومع ذلك فإننا لم نتعلم ولم نعتبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فانظروا إلى قول الرسول صلى الله عليه و سلم (يا معشر المهاجرين، خصال خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم،ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل ويتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)) رواه البيهقي والحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع (7978)

فهناك عدة أشياء تؤثر على تربية الأبناء سأذكر بعضها أو أهمها بإذن الله
1.التربية في المدارس
المدرسة من المفترض أن تكون وسيلة لبناء الأجيال في المجتمع ليتخرج منها أبناء يتحملون مسؤوليات دينهم فينشروه وينصروه ، ويستطيعون إدارة مسؤوليات حياتهم . ولكن لم نرى من مدارسنا إلا المفسدين و هذا مخطط له و ليس وليد الصدفة فمنهج التربية في المدارس العامة مبني علي مناهج وأهداف علمانية غربية يهتم بالتربية البدنية والنفسية للطفل على حساب الاهتمام بالتربية على الدين ، وهذا بالإضافة إلى المقررات العقيمة ،هذا في المدارس العامة ناهيك عن المدارس الخاصة و التي بدأت تنتشر في المجتمعات الإسلامية و هي بمقررات غربية تنصيرية. و من أخطاء الأباء أنهم اتكلوا على هكذا مدارس لتربية أبنائهم ففوجئوا في الأخير بإبن مدمن لا يحمل همهم و لا يكثرت لمرضهم بل و يسبهم ليس له ظابط يحكمه ولا شيء يخافه و لا يحسن تدبير أموره، أخلاقه فاسدة، كلامه فاسد، أعماله فاسدة ،فبئس التربية و بئس المربي....

2. اللجوء إلى الشدة في التربية
و هذه من أنواع التربية الفاسدة و لو درس الأباء تربية رسول الله صلى الله عليه و سلم و حسن تعامله مع الأطفال لفهموا الواجب عليهم
و الله إن شكاوى الأبناء من الأباء في تزايد فاتقوا الله في أبنائكم و بناتكم و لا تحطموا شخصيتهم بتسلطكم بل أعطوهم مجالا للتعبير عن رأيهم ناقشوهم علموهم بدون إفراط و لا تفريط حتى لا تقعوا في الدلال و التسامح الزائد
فهذا النوع من التربية للأسف يجعل جسد الطفل يكبر و بينما يبقي عقله في مكانه
هذا إن لم ينتج عن ذلك عقد نفسية
و إليكم هذه المعادلة
الحزم زائد الحب والرحمة يعطينا التربية الناجحة

3. خطورة الإعلام و الفضائيات على تربية الأبناء و البنات
و تحضرني قصة حكاها الشيخ كشك رحمه الله
يقول فيها :
أن مواطنا مصريا يريد أن يرفع قضية على ممثل مصري يدعى صلاح السعداني حيث لا صلاح و لا سعد لماذا يريد أن يرفع القضية ؟؟؟؟ لأنه فقد ابنه و السبب هو أحد الأفلام التي مثل فيها هذا السعداني حيث سرق مال أبيه و اختفى و قلده ابن هذا الشخص
و أنا أقول له ارفع دعوة على نفسك تتهم فيها نفسك بإساءة تربية ابنك
و حاسب نفسك قبل أن يحاسبك الله

فالبعض من الآباء والأمهات لا يتحملون مسؤولية تربية أبنائهم كما ينبغي لهم.وهم في الحقيقة مسئولون أمام الله عز وجل عن أبنائهم. فهم يتركون أبنائهم أمام الشاشة لتربيهم ،فيتربي الطفل على المناهج الإعلامية السلبية ،فيتربي الطفل على الخداع والكذب العنف والعدوان ، ويخرج طفل غير سوي من الأصل .لأن الطفل تربي علي كل شر (كذب، وغش ، وجنس ، وقتل) وقد أتبتت الأبحاث الطبية و النفسية أن العدوان يزيد عند الأطفال لكثرة مشاهدة المسلسلات ،و الأفلام التي تحوي عراك وعنف. بل ويعتاد الطفل على رؤية كثير من المحرم فيألفه نعم يألف الحرام ولا يستنكره عند الكبر لأنه ألفه في الصغر .
أيها الآباء خذوا الأمر بجد فالأمر خطير . في بيوتنا معلم أسف \"مجرم\" يقتل أبنائنا يعلم أبنائنا القتل والعنف والكذب والعنف والغش والحرام والسرقة والخداع والسب والشتم والعقوق للوالدين وعدم احترام الكبير . نعم التلفزيون أو بالأحرى المفسديون العربي يهدم مكارم الأخلاق .
يا أيها الآباء كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .